ثقافة وفن

رائدات في مجالهم.. نبوية موسى أول ناظرة مصرية

نبوية موسى.. إحدى رائدات التعليم والعمل الاجتماعى خلال النصف الأول من القرن العشرين، التي ولدت بإحدى قرى محافظة الشرقية بمصر لوالد كان ضابطا بالجيش المصري برتبة اليوزباشى سافر إلى السودان قبل ولادة نبوية بشهرين وتوفى هناك.

وكانت نبوية موسى، أول ناظرة مصرية وكانت من رعاة الدكتورة سميرة موسى عالمة الذرة المصرية، وكانت من رائدات العمل الوطني وتحرير المرأة والحركات النسائية المصرية القرن الماضي، وخلال السطور المقبلة نتحدث عن مسيرتها الطويلة كرائدة في مجال التعليم
بدأت نبوية موسى بتلقى تعليمها في بيتها حيث تعلمت القراءة والكتابة بمساعدة شقيقها الذى كان يدرس بمدرسة في القاهرة وقد انتقلت معه أسرتها للإقامة بها، وقد عارضت أسرتها رغبتها في التعليم والتحاقها بالمدرسة ، فما كان من نبوية موسى إلا أن سرقت ختم والدتها لتقدم نفسها للإلتحاق بالمدرسة كما ذكرت في كتابها(حياتى بقلمى) ،التحقت نبوية بالمدرسة السنية للبنات بالقاهرة ، كما ذكر موقع الملك فاروق الأول.

حصلت نبوية موسى على الشهادة الابتدائية عام 1903م ، ثم التحقت بقسم المعلمات السنية وأتمت دراستها في عام 1906م وعينت مدرسة بمدرسة عباس الابتدائية للبنات بالقاهرة.

كان نبوية موسى تنادى دائما بالمساواة، فلم تقبل أن تأخذ المرأة نصف راتب الرجل، لهذا قررت دخول معركة البكالوريا لتتساوى مع خريجى المعلمين العليا وقد عملت الحكومة لجنة خاصة لامتحانها ونجحت فى النهاية.

وحصلت نبوية موسى على شهادة البكالوريا لتكون بذلك أول فتاة مصرية واستطاعت نبوية ان تنجح في الامتحان وتحصل على شهادة البكالوريا في عام 1907م، وكان لهذا النجاح ضجة كبرى ونالت نبوية موسى بسببه شهرة واسعة .

بداية كتابة المقالات الصحفية

وخلال تلك الفترة بدأت نبوية موسى تكتب المقالات الصحفية التي تتناول قضايا تعليمية واجتماعية أدبية، وألفت كتابا مدرسيا بعنوان “ثمرة الحياة في تعليم الفتاة”، قررته نظارة المعارف للمطالعة العربية في مدارسها، كما انتدبت الجامعة الأهلية المصرية إثر افتتاحها عام 1908م نبوية موسى مع ملك حفني ناصف ولبيبة هاشم لإلقاء محاضرات بالجامعة تهتم بتثقيف سيدات الطبقة الراقية.

تترك الخدمة في وزارة المعارف
في عام 1909م تركت نبوية موسى الخدمة في وزارة المعارف، وتولت نظارة المدرسة المحمدية الابتدائية للبنات بالفيوم وهي مدرسة أنشأتها مديرية الفيوم ، لتكون بذلك أول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية ، واستطاعت نبوية موسى النجاح في مهمتها بنشر تعليم البنات في الفيوم مما ظهر في الإقبال الكبير وزيادة عدد التلميذات بالمدرسة .

في عام 1910م رشحها أحمد لطفي السيد لتكون ناظرة لمدرسة معلمات المنصورة فتولت إدارتها واستطاعت ان تنهض بهذه المدرسة حتي حازت المركز الأول في امتحان كفاءة المعلمات الأولية .

لم تستمر نبوية طويلا في المنصورة حيث تم نقلها إلى القاهرة لتعين في وزارة المعارف بوظيفة وكيلة معلمات بولاق في ديسمبر 1914م، تم ترقيتها بعد ذلك في العام 1916م ناظرة لمدرسة معلمات الورديان بالإسكندرية وظلت في هذه الوظيفة حتي عام 1920م ، ونجحت بالاتفاق مع أعضاء جمعية ترقية الفتاة في تأسيس مدرسة ابتدائية حرة للبنات في الإسكندرية تولت نبوية إدارتها.

شاركت نبوية موسى في كثير من المؤتمرات التربوية التي عقدت خلال النصف الأول من القرن العشرين لبحث مشكلات التعليم، كما أن لها بعض المؤلفات الدراسية التي قررتها وزارة المعارف ، كما كان لها دور كبير في الدفاع عن حقوق المرأة حيث قامت في عام 1920م بنشر كتاب عن المرأة والعمل، وشاركت أيضاً في الحركة النسائية وكانت ضمن الوفد النسائي المصري المسافر إلي مؤتمر المرأة العالمي المنعقد في روما عام 1923م، وبعد مسيرة عطاء طويلة رحلت عن عالمنا فى عام 1951م .

وفى كتابها “تاريخى بقلمى” قالت نبوية موسى “ذلت المرأةُ المصرية الكثيرَ لكي تجد لنفسها المكانة اللائقة في وطنها، بحيث تَحظى بفُرصٍ عادلة في التعليم والعمل، في مجتمع كان لفترةٍ غيرِ بعيدة يَعُد البيتَ المكانَ الطبيعي للأنثى، حيث إن مهامَّها في الحياة تُختزَل في الزواج وتربية الأبناء. وفي هذه المذكرات تحكي «نبوية موسى» يومياتِ كفاحها منذ كانت طفلةً صغيرة تَحتال بشتى السُّبل لتتعلَّم القراءة والكتابة، وما لاقَته من صعوباتٍ فرضَتها التقاليدُ الجامدة على الفتاة، وكيف ثابَرَت حتى حجزت لنفسها مقعدًا بالمدرسة، وعكفت على الدرس حتى حصلت على «البكالوريا»، فكانت أولَ فتاةٍ مِصرية تنال هذه الشهادة، فقرَّرت أن تكرِّسَ حياتها لقضيةِ تعليمِ أبناءِ وطنها، وعَدَّتها مهمةً جليلة لا تقلُّ وطنيةً عن الكفاح ضد المستعمِر؛ فالتعليمُ يحرِّر العقول كما يحرِّر الثُّوارُ الأوطان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى