
نوقن أن العلاقات المصرية بين كافة الدول العربية متفردة، وليس هناك ما يجعلنا نشكك في نوايا، أو في صور التعاون، أو في غايات الشراكة المثمرة، أو الجهود المبذولة، من القادة العرب، حيال القضايا المصيرية، التي تمس أمن وأمان المنطقة بأسرها، كما أن القيادة السياسية المصرية، تسعى دومًا لتعزيز العلاقات الدولية، مع كافة الدول والشعوب في العالم بأسره، في شتى المجالات، التي تدفع بمسارات التقدم والنهضة على الدوام، وبما يؤكد دبلوماسية السلم والسلام، التي تعد منهجية لا تحيد عنها الدولة، ومؤسساتها الوطنية.
رغبة الشعوب في التعايش السلمي، تحض منْ يتحملون مسئولية إدارة شئون الدول، أن تسوي صور النزاعات، وحل المشكلات بالطرائق السلمية، وبفكر التعاون والاتحاد؛ من أجل دحر كافة المحاولات، التي تستهدف بشكل واضح تفتيت اللحمة، وهذا منهج الكيان الصهيوني، عندما يرصد حالة التواصل، والوئام، والوفاق، بين دول المنطقة؛ كي لا تقوض مآربه التوسعية، وممارسات الهيمنة، وهو ما يؤكد بوضوح فشله في التعايش السلمي بالمنطقة.
فلسفة الحروب النفسية، التي تتبناها جهات تابعة للكيان الصهيوني، تقوم على الشائعات، التي تربك المشهد، وتقوض من الجهود، وتستهدف شيطنة الآخر، بل، تختار سبل تزييف الحقائق، وفبركة المشاهد، التي تحاول من خلالها إيصال رسائل، تؤثر على الرأي العام العربي بصورة سلبية، وبالطبع ليس هناك أفضل من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي سريعة الانتشار بتنوعاتها باعتبارها أدوات فعالةٌ ونافذةٌ؛ لتحقيق مآرب مرضى النفوس دعاة الحرب بالكيان المحتل.
ندرك ما يدور في الساحة الداخلية الإسرائيلية؛ حيث الأزمات الداخلية، التي تحاول الحكومة تغطيتها، من خلال إشعال فتيل الحروب، التي تحاول بواسطتها أن تقلل من حدة الانقسامات، على ساحتها السياسية والمجتمعية على السواء؛ فهناك تصاعد في الاحتجاجات التي تتبناها أسر الرهائن وبعض الحركات، التي لا تتقبل ممارسات الحكومة الحالية، ناهيك عن الرفض المتصاعد، تجاه الخدمة العسكرية، بالإضافة لتراجع الاقتصاد، وضعف الأمن والأمان والاستقرار في الداخل على وجه التحديد.
ما يبث من سموم؛ بغرض النيل من الرموز العربية، بعد انعقاد القمة العربية الإسلامية، لن يغير من حالة التكاتف العربي والإسلامي، تجاه ما يجري على الأرض، ولن يقلل من معدلات الصمود تجاه الضغوط، التي تمارس من قبل الدول المؤيدة لهذا الكيان الغاصب، ولن تتخلى الشعوب عن الاصطفاف خلف قيادتها السياسية، ولن تحقق الحروب النفسية أهدافها على كافة المستويات، بل، هناك وعي رشيد بات تمتلكه المجتمعات، تجاه مجريات الأحداث التي أضحت على مرأي ومسمع العالم بأسره.
العالم العربي في الوقت الراهن، على قلب رجل واحد، والاتحاد من أجل أمن وأمان واستقرار المنطقة، فرض عين على الجميع دون استثناء، والكلمات الجوفاء لا مكان لها، في وقت الأفعال على الأرض؛ فلا مناص عن تقوية الروابط بين الأشقاء، وضرورة التضافر في الأزمات والمحن والنوازل؛ لذا لا مجال للانقسام، أو التأثر بشائعات تبثها منابر خبيثة، أو الانعطاف عن طريق الوحدة، أو التراخي عن أداء الواجب؛ فالخريطة واضحة أمام الجميع، وطريق الحفاظ على الأمن القومي العربي، صار ملامحه معلومة.
نؤكد للكيان المحتل، أن الجهود المقيتة، التي تستهدف النيل من الرموز العربية، سوف تذهب في مهب الريح، وأن الشعوب تمتلك حصانة ومناعة فكرية، ووعي نوعي، تجاه ما تبثه المنابر المغرضة؛ ومن ثم لا مجال لأثر شائعات تحمل أكاذيب؛ فهناك ذاكرة الأمة، التي نعول عليها في مقاومة وردع الحروب النفسية، ولا نغالي إذا ما قلنا إن النتيجة تتمثل في مزيد من الثقة والتماسك والوحدة العربية والإسلامية، بين القادة والشعوب على السواء.
نثمن دور الدبلوماسية المصرية، التي لا نصفها إلا بأنها ركيزة السلام، في الشرق الأوسط قاطبة، وهذا يرجع لمعدلات الثقة بين دول العالم، والدولة المصرية وقيادتها السياسية، التي تلتزم بالمبادئ وتحترم المواثيق، وتبذل جهود تعزيز السلام، وتحترم مسارات الحوار البناء، وأساليب التفاهم المشترك، وهو ما تطلبه الشعوب، وتريده المجتمعات، التي تود المضي قدمًا نحو نهضتها وتقدمها ورقيها ورفاهيتها المشروعة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر